مدرسة الشرطة…. اربعون ليلة في الضيافة الأمنية ح6

مدرسة #الشرطة {6}

.. كان جلوسي وحيدا في غرفة علْوية من مدرسة الشرطة، وانتظاري للمجهول المفتوح على جميع الاحتمالات حافزا على التفكر والاعتبار.
كان التنكيل بالنزلاء حدثا يوميا أراه عن كثب، ويصيبني بشعور يأس وقلق.
رأيت #رموزا من المحسوبين على السلفية العلمية، وهم يهانون ويُنكل بهم.. رأيت عالم السنة ورجل الحديث #الشيخ النووي وقد شرع في تكبيرة الإحرام للصلاة، يمسك يده من يطلبه للتحقيق، ولا يهمله حتى يكمل الصلاة.
ورأيت الشاعر المفلق ورجل #المقاصد والأصول (ول زروق) وقد ألقي به في قعر حوض (لاند كروزر) بعد أن ضُيق عليه..

رأيت غير هذا وذاك، وكانت هذه المشاهد لا تنفك تحزنني وأشكو بثي وحزني إلى الله..
من هنا أحببت السلفيين في هذه المدرسة، لما رأيت من صبرهم واحتسابهم، نعم قد تجرعوا من العذاب مثلما تجرع إخوة لهم من قبل، وهم الإخوان المنتسبون لحركة (حاسم) عام 1994م
لكن الذي تجرع هؤلاء كان متنوعا وعنيفا بكل المقاييس، وكان قد تنزل في بئة #ظلم معتمة.
أصبحت أحب السلفيين ولست منهم بهذه المناسبة، أغبطهم علي حب الله ورسوله والعناية بالوحيَين كتابا وسنة، رواية ودراية، و يعجبني #خطابهم الصريح والفصيح الذي يفرق بين مفهوم #الصوفية كتزكية لا محيد عنها، وبين #المتصوفين كممارسين يؤخذ من كلامهم ويرد.

لا تتوقف عجلة التفكير عن الدوران في هذه #المدرسة، وأحيانا يسيطر الهم، وتتوارد الأوهام. ولكن #ذكر الله مطمئن #وتلاوة القرآن مؤنسة، #والإحساس بالإخوان من حولي مثبت.

تواطأ #النزلاء على صوم يوم الخميس، وكانت تصلني عن طريق الشرطة من بعض الإخوة عند الإفطار #تمور من نوعية جيدة…
وبعد منتصف الليل كانت تصلني علبة حليب وتفاحة، ومبلغ من المال، يقول لي الشرطي: هذه النقود لتشتري بها ما أردت خلال #الليل، والباقي سنسحبه منك #فجرا خوفا عليه من المصادرة عند التفتيش بداية الدوام.
كان هذا #الإكرام مدبرا من طرف أحد #النزلاء المرموقين وكان أفراد الشرطة يحبون صاحبه ويطيعونه..
أحيانآ كان موظفو #إدارة الأمن يدخلون الباب عليّ ، منهم من مارس الرياضة معي داخل الغرفة يوما من الأيام، ومنهم من كان يحاول تجاذب أطراف الحديث معي رغم عدم وجود اهتمام مشترك.
هذا قبل أن أعلن عزمي على الإضراب عن الطعام يومها ساءت العلاقة وتشنج الوصال .

إلى الحلقة #السابعة بحول الله.

محمد عبد الرحمن المامون بتاريخ:
20\07\2025