مدرسة الشرطة..اربعون ليلة في الضيافة الأمنية ح2
مدرسة الشرطة..اربعون ليلة في الضيافة الأمنية ح2

مدرسة #الشرطة.. {2}
.. في مدخل المدرسة كانت مجموعة من #السلفيين محشورة في (عنكار) أوقاعة واحدة بعد أن تمت فترة سجنهم الاحترازي، فاشرأبت أعناقهم من النوافذ ينظرون إلى الوافد الجديد، وكان من بينهم شيخ محظرة أعرفه اسمه سيدمحمد/ محمدفال وكان يزورني في جمعية شبيبة بناء الوطن، فلوح لي بيديه مرحبا. فشعرت بالحرج قليلا.
وعلمت بعد ذلك أنه تم التضييق على هذه #الجماعة في تلك الزنزانة بعد حادثة وقعت لهم مع رجل أمن جاء يفتشهم فوجد #مصحفا عند أحدهم فرماه، فعزموا على معاقبته على تلك #الفعلة الشنيعة.
فانتظروا حتي جاء الشرطي يفتش في الليلة الموالية فبادر أحدهم إلى الباب ووقف عنده وأطفأ النور. ثم هجمت المجموعة على الشرطي في الظلام وأوجعوه قرصا وضربا حتي تدخل الحراس وفكوا الاشتباك .
تجاوزت ذلك #المشهد لأصعد إلي الغرفة وأجلس منفردا وأمامي عند الباب #شرطيان يُمنعان منعا باتا من الكلام مع النزيل.
ضربت أخماسا في أسداس وحاولت أن افهم السياق وأن استجمع قوتي وأستعيد #معنوياتي.
فطلبت الذهاب إلى الحمام ، وكنت حريصا على معرفة #النزلاء في الغرف المجاورة.
عرفت في الغرف القريبة مني:
#حبيب /حمديت
#سيدمحمد /سيدي
#الشيخان/بيب.
#محمد أحمد الحاج سيدي.
فلما نزلت إلى الدور الأرضي فإذا بالشيخ #الددو
#المختار ولد محمد موسي
#الشيخ النووي
#أحمد مزيد/ عبد الحق.
وكانت الأمور عادية ولكن الشيخ مزيد كان القيد بيديه، في مشهد غير مريح..
مع ذلك زالت الوحشة برؤية هؤلاء وعاد التوازن.. وأيقنت أني ضمن جماعة فاضلة، تًؤمن بوائقُهم ولا يشقى جليسهم..
وكانت أعداد النزلاء تزداد مع ساعات النهار فلما حان الزوال جاء الغداء وكان في إناء مربع من البلاستيك، فلما اعترضت على نوعيته قالوا لي: معذرة كل سجين تخصص لوجبته الزوالية ٢٠٠ اوقية، فإن كان في المحجزات لديك عند الباب مبالغ أخذنا منها ونوًعنا الوجبة.. فقبلت ولكن المحجوز مني لا يتجاوز 2000 أوقية، فلم تكف إلا يومين اثنين.
صليت داخل #الغرفة بقية يومي وفي الليل تضاعف عددالحراس، وكان النوم سابع المستحيلات لضراوة الباعوض ولوهج المصابيح.
في آخر تلك الليلة اقترب مني أحد افراد الشرطة، تمنيت أن ألقاه بعد ذلك أو أتعرف عليه، وأخبرني أنه كان ضمن الفريق الرياضي #لجمعية شبيبة بناء الوطن، وأنه مستعد لمساعدتي على حين غفلة من عيون الإدارة.
وأنه سيزودني يوميا بآخر #إصدار من الجرايد المحلية لمتابعة الأخبار المتعلقة بنا، وفد فعلها حقا.
في تلك الليلة أيضا جاء أحد أفراد الكتيبة المداومة يسأل عني. وكان مكلفا بذلك من طرف أحد الأقارب للتأكد من وجودي فعلا داخل المدرسة .
لتأتيني بعد ذلك رسالة تحتوي على آنية صغيرة وبعض المكسرات الجاهزة.
وأثناء النهار قبل ذلك كانت الخالة في تيارت تبحث عني حين لاحظت أن هاتفي تم إغلاقه فاتصلت على العميد الشيخ بكاي فطلبت منه معرفة مصيري من خلا الاتصال بأهل التلفزة.
اتصل العميد الشيخ بكاي بكاتبة المدير العام يريد أن يسأل عني، فاعتذرت مدعية أن المدير العام غير موجود حينئذ في المكتب، فطلب منها أن تحول مكالمتة إلى المدير العام المساعد محمد سالم ولد بوكي الذي أكد له بكل وضوح أن إدارة الأمن قدمت في حدود التاسعة إلى المؤسسة واعتقلتنى فور وصولي.
كان العَشاء في تلك الليلة يشبه الغداء في الشكل والمضمون، وكان الشاي سلعة نادرة قد تجد بعضها أو تسمع ركز كاساتها عند أفراد الشرطة.
بعد أذان الصبح أصابتني سِنة وحظيت بغفوة لم تطل.. جاء الفطور مبكرا وكان مذقا من مسحوق اللبن الذي لم يتغير طعمه، وقُدم لي كيوم ولدته أمه دون سكر..
لم يبدأ التحقيق في تلك الليلة.. فالنزلاء مازالوا يتزايدون والإعلام الرسمي بدأ شحنه وزخمه محذرا من مجموعات أشرار بدأت الدولة تلقي القبض على أفرادها…
إلى الحلقة الثالثة إن شاء الله
محمد عبد الرحمن المامون بتاريخ
16\7\2025