Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار محلية

مدرسة الشرطة.. اربعون ليلة في الضيافة الأمنية ح4

مدرسة الشرطة.. اربعون ليلة في الضيافة الأمنية ح4

مدرسة #الشرطة {4}..

..دعيت #للتحقيق، وحان موعد اللقاء، وقادني إلى مكتب المحقق رجل تعرف من ملامحه وتنكر، وبدأت الجلسة من بعد صلاة العصر واستمرت أصيل ذلك المساء.

 

كنت قد عرفت أسماء بعض المحققين، واستعذت بالله من كبرائهم، وقد كانت أسماء #دامس #دداهي $كراني معروفة، وكنا نعدهم من الأخطرين.

دخلت المكتب وجلست أمام #مفتش من الشرطة، عرفت لاحقا أنه من مقاطعة المذرذرة، كان هادئا على العموم ولديه أسئلة مكتوبة وأخري مرتجلة، ومن حين لآخر يخرج سيجارة من جيبه، وكأن التدخين كان يساعده على استدرار الأفكار، وتذكر الموضوعات..

#سألني عن مشواري الدراسي وعن أسماء من تتلمذت عليهم من الأساتذة، فخضت معه في ذلك خوض العارفين.

سألني عن مدى معرفتي #بالشيخ محمد الحسن ولد الددو #والدكتور المختار محمد موسي.. فقلت له: جهل الأعيان مجرحة.

وسالني أكثر من مرة عن شريط يحتوي على محاضرة للشيخ محمد الحسن ولد الددو يتحدث فيه عن #الطريقة التجانية فقلت له: إني لم أحضر المحاضرة ولم أعثر على شريط يحتويها.

فتح موضوع #جريدة الأخوة التي كنت مديرها الناشر، سألني عن الطاقم و عن مصدر التمويل، فلفت إنتباهه إلى أنها جريدة ناشئة، ما زالت تلتمس طريقها.. وأني شخصيا أريدها صيحة في وجه المفسدين الذين أتوا على الأخضر واليابس ومردوا على النفاق والملق.

#انزعج المفتش ونهض من مكانه وخرج من باب خلفي، وشرب سيجارة ثم عاد متوعدا بإحالتي إلي الشرطة القضائية ومدعيا أنه لم يحصل مني على معلومات مفيدة.

ثم اعاد الكرة مرة ثانية إلى #الأسئلة وكانت من هنا وهناك، لا ينظمها خيط مشترك ولا يجمعها موضوع واحد..

 

لم يعرض عليّ المفتش كأسا من كاسات #الشاي التي كان يرتشفها أثناء التحقيق، وكنت إليها من #المشتاقين لندرتها في غرف الاعتقال، ولوفرتها في مكاتب المحققين.

وبعد صمت دام عدة دقائق فكر فيه المفتش وقدر، كما تعبر عن ذلك أسارير وجهه،

سألني عن طبيعة عملي في التلفزة فأجبته بأني يتيم على مائدتها. وأني أعيش فيها متارجحا بين الوصل والفصل لأني لست من ذرية النافذين..

خرج عني وكأنه ذهب للتشاور مع #المحققين الكبار وتركني، فبدأت #أذكار المساء ومددت أكف الضراعة إلى الله..

كنت أنتظر المجهول وادعو الله أن يرد كيد الواشين في نحورهم وأن يزيل عن البلاد والعباد نظام #ولد الطايع.. ثم أذن المؤذن لصلاة المغرب.

دخل علي رجل ظننته من الشرطة القضائية. لأنه كان كريه المنظر، عبوس الوجه، مفتول العضد.

لم يتكلم لي إلا بكلمات يسيرة، وأشار إلي أن أعود إلى #الغرفة وأنتظر الجلسة الأخرى .

 

عادت حضرتنا إلى قواعدها سالمة، وبت ليلة سعيدة رغم السهر والناموس.

ارتفعت المعنويات أكثر من ذي قبل، وحمدت الله أن جنبني الأوزان الثقيلة من المحققين. وأني لم أصل بعد إلى #الشرطة القضائية الذين كانوا مضرب المثل في التعذيب والتنكيل، وكانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانو يفعلون…

#استتب الحال قليلا في جناحنا من المدرسة لكن لم يطل ذلك، فحملة الاعتقالات تدور رحاها على مدار الساعة في العاصمة وخارجها، وترفدنا بين الفينة والأخرى بمزيد من المقبوض عليهم، خاصة من الرموز والأعيان الذين جعلت لهم مدرسة #الشرطة مستقرا ومعتقلا.

فتحت فجأة #أبواب الغرف الموازية لغرفنا وبدأت تحتضن وجوها من السلفيين، وكان بعضهم مقيدا في الأيدي وبعضهم في الأيدي والأرجل معا مثل #الشيخ القارئ محمد محفوظ ولد إدومو الذي أدخلوه منهكا وممزق الملابس وقيدوا يديه ورجليه ومنعوه من الجلوس..

وكان ذلك #المنظر يندي له الجبين وتدمع له العيون وتتفطر به القلوب..وكان الشيخ وهو في تلك الحالة يرتل سورة #يوسف كما أنزلت

وبأدائه الذي يكسر القلوب..يفعل ذلك كل ليلة بعد عودته من رحلته مع المحققين.

 

 

وذلك موضوع حلقة خامسة بحول الله.

 

محمد عبد الرحمن المامون بتاريخ: 18\7\2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى