مدرسة الشرطة.. اربعون ليلة في الضيافة الأمنية

مدرسة #الشرطة {5}

.. بوصول #أفواج جديدة من المعتقلين إلى الجناح الموازي، تغير المزاج وتحركت بوصلة التركيز.
لقد وصل إلى المدرسة #مطلوبون تم اعتقالهم بطريقة عنيفة، ودخلوا المدرسة في حالة يرثي لها.
يتعلق الأمر بمجموعة يحسب بعضهم على السلفيين في مقدمتهم القارئ والأستاذ: #محمد محفوظ ولد إدومو الذي تم اعتقالة بعد أن لاحقته الشرطة ضمن مجموعة كانوا يتابعونها.
فروا من الشرطة بعد أن طاردتهم وأدركتهم، وحدثت مواجهات أثناء #القبض والاعتقال.
اعتُقِل هؤلاء، وكانوا قليلا من الليل ما يهجعون.
كان يتم استدعاء أحدهم للتحقيق بعد الساعة العاشرة، فتوضع #عصابة على عينيه وأنفه وتشد شدا على قفاه. ثم يقاد إلى سيارة فتتحرك في طريق رملي قبل أن يلجوا إلى منزل في مدخله صخب وضحكات وموسيقى ثم يصلون إلى غرفة خلفية، فتزال العصابة فإذا بالحجرة ذات #أنوار ساطعة لا تطاق، أحيانا تسدد إليه #لكمات وأحيانا توثق يديه خلف ظهره وهو منبطح، ويشرف على هذه الإهانة شباب جفاة، بعد ذلك يربطون الاتصال بينه وبين المفوض (دامس) فيطلب منه الاعتراف بحيازة #أسلحة أو أن يدلهم على مكان وجود بعض #المطلوبين..
هكذا كانوا يفعلون مع الشيخ محفوظ.. وقد حدثني بذلك قبل الإحالة إلى وكيل الجمهورية بيوم واحد..
#معتقل آخر اسمه محمد الأمين ولد الحسن، شاب خذري، تكسو مظهره سمة أهل الحديث، من نضارة وجه وكثافة لحية، كان مشرق الابتسامة، ذهب ذات ليلة مع المحققين،ثم رأيته في الغداة بعد أن أمضي ليلة ليلاء
في الدهاليز، ولم تعد لحيتة إلا شعرات متفرقة أصابها مثل ما أصاب حرث القوم بعد أن نفشت فيه غنم القوم.

#محمد: شاب موسوي نحيف البدن فارع القامة، يقطِّع ليله بالترنم بأنظام الموعظة والاعتبار (يردد مقتطفات من أنظام لمرابط محنض بابه ولد امين)
#رجع لتوه من سوريا بعد أن هم بالعبور إلى العراق بحثا عن الشهادة، وركضا إلى الجنة بغير زاد، إلا التقى وعمل المعاد..
#اعترف للشرطة بهذه الرحلة دون مواربة ولا لف ولا دوران.. ذهبوا به إلى المنزل فأخذوا جوازه.. ووقفوا على تآشر السفر. ثم أحرقوا الجواز.
#مؤشرات التحول في نقطة الارتكان ومظاهر تصويب البوصلة إلى هؤلاء، جعلني أشعر بأنه تم وضعي في #سلة المهملات وإلى إشعار جديد.
مرت #عشرة أيام بلياليها وزادت بثلاثة أخري، دون أن يسمحوا لي بناموسية ولا غلق مصابيح بليل، فقد كان النوم فرصة نادرة..
كانت تأتي إلي الأخبار تباعا من خلال الجرائد وغيرها.
كنت عند الحمام ذات يوم، ومعي #الشرطي المرافق، فناداني د. المختار محمد موسى وخلصنا نجيا رغم رغبة الشرطيَيْن في عدم الاحتكاك والمحادثة، فأخبرني بتعيينات حدثت في ذلك اليوم، على مستوى مجلس الوزراء، ومن ضمنها تنحية المدير العام للتلفزة الموريتانية السيد #يسلم ولد ابن عبدم وتسمية #حمود ولدامحمد مديرا عاما للتلفزة الموريتانية.
لم أقف عند ذلك الخبر كثيرا، فقد أيقنت أن خروجي من التلفزة يوم الاعتقال هو آخر عهد ببني وبينها، فقد كنت محاصرا فيها وأنا صفر على اليسار، واليوم أصبحت إسلاميا معلوم الانتماء، ولن يقبلني من #المديرين أحد.
ذهب #يسلم وجاء من بعده #حمود، ولله في خلقه شؤون.

إلى الحلقة السادسة
محمد عبد الرحمن المامون بتاريخ: 19\7\2025