مدرسة الشرطة.. اربعون ليلة في الضيافة الأمنية/ ح10

مدرسة الشرطة.. اربعون ليلة في الضيافة الأمنية/ح10

منذ 3 أسابيع

مدرسة #الشرطة{10}

..الطبيب أصبح يعالج الجراح والالتهابات الناجمة عن القيود التي #خلفت آلاما وتقرحات،
ف”مِينُوتْ” المستخدم للتقييد يضيق مع كل تحرك ولديه أطراف حادة.
تأثر بعض الإخوة من تلك القيود فظهرت #رتوش وشقوق على المعصم وفوق كعب الساق.
كان #الطبيب جادا في محو هذه الآثار قبل الإحالة.
#أوصاني بعض المقيدين أن أقص على المحامين تفاصيل ما يتلقونه.. على افتراض أني سأخرج قبلهم.
التزمت لهم بشرط #الذكر والقدرة..

كل شيء كان على الصامت والهدوء كان حذرا..
#تسويف وتخويف يسودان أجواء المدرسة ويؤثران على الطمأنينة العامة.
تخيلت في قرارة نفسي أني أصبحت في حكم الخارج من عنق الزجاجة، #والمتبختر على ربوع الحرية بين الأهل والاحبة، إن لم يكن اليوم فغدا، وإن غدا لناظره لقريب.
أحسست بذلك الشعور، ونزلت إلى قلب #المدرسة أستنشق الهواء الطلق.. نزلت إلى #الدور الأرضي لأري وأسمع..
رأيت #الشيخ الددو وفد انتبذ لنفسه مكانا قصيا يمد أكف الضراعة إلى الله ويلح في الدعاء.
ورأيت طبيبا أتى بحقنة حين استدعت حالة الشيخ #التدخل الطبي.
التفت إلي #الساحة فإذا #المفوض دامس يمارس الرياضة، كعادته كل يوم..
كل ذلك شد انتباهي وصرفني عن التفكر في #إطلاق السراح أو #الإحالة الوشيكة.

جاء #الصباح، وكان حافلا بالأحداث..
قبل #الإشراق بقليل لم يبق في جناحي أحد.
تم إطلاق سراح الإخوة من حولي وغادروا إلى منازلهم، وبقي في الغرف الموازية المحسوبون على السلفية.
شعرت بوحشة ولكن الإمام #الحسن ولد حبيب الله صعد إلي بسرعة من الدور الأرضي محملا #برسالة من الشيخ الددو.. كانت الرسالة عبارة عن علبة من #العصير البارد ونصيحة مفادها أن لا أحزن.. #فالفرج بات قريبا.

ساعة واحدة بعدها ناداني مناد ثم أمرني #رجل الأمن أن أنزل إلي سيارة “لاندكروزر” وجدت في حوضها الشيخ الشاعر واثنين آخرَين.
وبرفقة #سيارة أخري للشرطة خرجت السيارة فوجدنا عند الباب حشدا من الصحفيين والحقوقيين وذوي السجناء.
مررنا أمام التلفزة وكانت #الصحفية المحترمة (فاطمة بنت شيخنا) تحرض الزملاء على الخروج للتضامن مع المعتقلين. شأنهم في ذلك شأن المحامين والصحفيين الأحرار..
لكن لم يستجب لها أحد في الحال.
توجهنا إلى وكيل الجمهورية، وكانت حشود #المحالين كبيرة ومن مختلف مقاطعات العاصمة.

إلى الحلقة الحادية عشرة بحول الله.