Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار محلية

مدرسة الشرطة..أربعون ليلة في الضيافة الأمنية ح3

مدرسة الشرطة..أربعون ليلة في الضيافة الأمنية ح3

مدرسة #الشرطة {3}

..انتظرت #أربعة أيام ولم يتم استدعائي للتحقيق’ وكان #المشايخ يُدعَون واحدا تلو الآخر في المساء وأثناء الليل..
خلال هذه الأيام كنت جليس نفسي وأنيس ضميري.. لم يطرق باب غرفتي المفتوح دائما إلا #الطوافون، وهم ثلاثة أصناف:
– #الشرطة الحارسون، كتيبة بالنهار، وكتيبتان بالليل. وهم في الغالب أفراد طيبون يرافقونني إلي الحمام ويطبقون التعليمات، وتتعزز العلاقة معهم يوما بعد يوم. فلا شأن لهم ولا إشكال معهم.
– #أفراد إدارة الأمن، يتجولون بالدراعة واللثام، لهم نظرات طائشة، وبعضهم رث الهيئة وخفيف المتاع، يفتشون السرير والملابس كل يوم، (ولا تخلو منهم دار ولا تعمر واحدة).
– #المفوض والطبيب وصاحب المطعم: ثلاثتهم يمرون سراعا، أما الطبيب فيقيس الضغط في المساء والصباح. وأما صاحب المطعم فيلقي الوجبة أرضا، وينقلب إلى مطعمه عير مكترث ولا لابث.
أما المفوض المداوم فيمر مسرعا وينظر فاحصا ولا ينطق بالسلام ولا يشير بالتحية.

هكذا كان #الجو هادئا داخل المدرسة باستثناء توافد مزيد من النزلاء.

أما خارج المدرسة فكانت #الرؤية ضبابية بسبب تداعيات الاعتقال.
كان اعتقالي حدثا غير متوقع من طرف الجميع، فلست من #الصف الأول من الدعاة ولا الثاني، ولا الثالث. وما أنا إلا #صعلوك أجوس خلال الديار وأتسكع في الشوارع، أعمل متعاونا في التلفزة أتقاضي ٢٠ ألف أوقية وأخدم تحت إمرة مدير من أهل (الكبلة) بينه سوء تفاهم مع أبناء الصحوة.
وأمتلك جريدة(الأخوة) التي لم يصدر منها إلا عددان لضيق ذات اليد، فقد حبسها الجهد عن الانتظام، وزاد من عزلتها تخصيص عددها الأخير (قبل الاعتقال بأسبوع )
للتنديد بزيارة #وزير الخارجية الإسرائيلي لموريتانيا .
فاعتقالي كان مفاجأة بكل المقاييس وحدا ب(الإخوة الطيبين) إلى اتخاذ مزيد من الحيطة والحذر تأمينا لأنفسهم وحفاظا على حركة الإسلام الواسعة في المجتمع..
بادر #المشفقون من الأصدقاء إلي البحث عن صورة مني لوضعها مع صور المشائخ المعتقلين من الإخوان ، فلم يجدوا إلا صورة لي من أيام الدراسة فوضعوها بين الصور للمطالبة بالإفراج عني خلال التظاهرات التي تنظم من وقت لآخر.
وكانت في مقدمتها مظاهرات زوجات المعتقلين، وكنت بلا زوجة في ذلك الزمان،وما كنت أعتزم اقتناءها في الأفق القريب.

كانت دائرة الاعتقال واسعة شملت #الإخوان #والسلفيين #والخطباء والدعاة غير المصنفين. فاختلط الحابل بالنابل وبدت حملة الاعتقالات كأنها خبط عشواء تستهدف التدين كل التدين، وتلفق الاتهامات لحاجة في نفس يعقوب..
و عن ذلك سألني #المحقق لاحقا وسألني عن أساتذتي من مدارس الإسلاميين المختلفة، فكنت أجيب بتحفظ. ولكن صورتي بين مشائخ الإخوان جعلت مني إخوانيا حقيقي الانتماء، وتلك تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه.
أصبحت معرفة بعد أن كنت نكرة، وصرت على الواجهة، بعد أن كنت مستور الحال، وكان عليّ أن أغير نمط التفكير وأن أستوعب درسا ما أنا له بقارئ.

إلى الحلقة الرابعة.

محمد عبد الرحمن المامون
بتاريخ: 17\7\2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى