الدكتور مولاي ولد محمد لغظف: حضور وازن ومسار ناصع
الدكتور مولاي ولد محمد لغظف: حضور وازن ومسار ناصع

—————–
يحضر اسم الدكتور مولاي ولد محمد لغظف في الذاكرة الوطنية بوصفه أحد أبرز رجالات الدولة الذين جمعوا بين رصانة الخطاب ورجاحة العقل ونظافة اليد. رجل بصم مسار الحياة السياسية والإدارية في موريتانيا بقدر كبير من الحكمة والاتزان، وظل طوال مسيرته ملتزماً بثوابت الدولة، حريصاً على المصلحة العامة، زاهداً في الظهور، ومتجردًا من نزعة الشخصنة والتوظيف الضيق للمواقع والمسؤوليات.
من يتابع سيرة الرجل منذ توليه رئاسة الحكومة، يدرك بسهولة أنه من رجال الدولة الذين يؤمنون بالعمل المؤسساتي، ويضعون القانون فوق الأهواء والعلاقات. لم يعرف عنه إلا الالتزام الصارم بأخلاقيات الوظيفة العمومية واحترام قواعد الشفافية والإنصاف، وهو ما أكسبه احتراماً واسعاً في الأوساط السياسية والإدارية على حد سواء.
يُشهد للرجل بثباته على المبدأ، وحرصه الدائم على أن يكون جزءاً من الحل لا من المشكلة. لم يتورط في جدل سياسي فارغ، ولم يُعرف عنه استغلال الموقع لتحقيق مكاسب شخصية أو فتح أبواب النفوذ لأجندات ضيقة. كان دوماً أقرب إلى منطق الحكمة من منطق الصدام، وأقرب إلى الإنصاف من إلى التحيّز.
مولاي ولد محمد لغظف يجسد نموذج المسؤول الذي لا يساوم في القيم، ولا يفرّط في الثوابت، ولا يتصرف بردود الفعل، بل يزن المواقف بميزان العقل والمسؤولية. صمته حين يكون الصمت أنفع، وحديثه حين تقتضي اللحظة، كلاهما يحملان من الدلالة بقدر ما يحملان من الوقار والاتزان.
إن تجربة الدكتور مولاي ولد محمد لغظف في الدولة، بما فيها من مسؤوليات جسام ومراحل دقيقة، تُعدّ واحدة من النماذج التي تبعث على الفخر والثقة في إمكانية وجود إدارة وطنية نزيهة، تقودها عقول ناضجة وأيادٍ نظيفة وضمائر يقظة.
فهو باقٍ كما عرفه الناس: رمزاً للرزانة، عنواناً للنزاهة، وصورة صادقة للمسؤول الذي خدم بلده بصمت وكفاءة.