مدرسة الشرطة.. اربعون ليلة في الضيافة الأمنية/ ح9

مدرسة #الشرطة {9}

..بنايات #المدرسة تعج بالعلماء والدعاة ومن سار على نهجهم.. يخصصون أغلب الليل للتضرع والدعاء ثم يلجؤون للنوم بعد صلاة الضحى.
تصل الحركة أوجها عند #الصلوات ووقت #الوجبات فيحدث التلاقي والتفاعل، وفي كل مرة يستفيد الجاهل مثلي علما نافعا أو يفقه حكمة بليغة.
انتهت مهلة #الحبس الاحترازي وكان من المفروض إطلاق سراحي أو إحالتي إلى #وكيل الجمهورية.

انتظرت أياما، ثم قررت الإعلان عن دخولي في #إضراب عن الطعام جنبا إلى جنب مع المحامي #الأستاذ محمد أحمد.
بعد ساعات من الكف عن الطعام انفرد بي شرطي كان ضمن الكتيبة المداومة وتربط مجتمعه بمجتمعي علاقة وطيدة، فأتحفني بعلبة من #العصير وبيضتين، فلما جن المساء أقبل الطبيب لقياس #الضغط، فوجد ضغط المحامي المضرب عن الطعام 6 درجات.
أما أنا فكانت الدرجات 11 درجة، فتعجب #الطبيب من ذلك.
جاءني أحد الموظفين بإدارة الأمن، وحذرني من #الإضراب، وهددني بوضع #القيد الحديدي في يدَي إذا ما صممت على مواصلة الإضراب .
وصلت أصداء #الإضراب خارج المدرسة وبدأت تؤدي دورها إعلاميا على الأقل.
لم يطل المقام بعد ذلك كثيرا وإن استمر ليالي
(وليل أقاسيه بطيء الكواكب) ..

في صباح باكر دخل عليّ مصور يرافقه رجلان، فطلبوا مني الوقوف استعدادا لالتقاط #صورة مني.
فعلوا ذلك مع كل #السجناء ثم غادروا مسرعين وابتلعتهم مباني الإدارة على عجل ..

كنت أنتظر المجهول وأترقب كل جديد، لكني لمحت ذلك #المفوض الذي دخل على بعض النزلاء في الغرف المجاورة، و أمرهم بتهيئة المتاع #والاستعداد ليوم الرحيل..
لم يمرر بي ذلك الطارق، فأيقنت أني لم أكن معنيا بنفس الإجراء، ففوضت أمري إلى الله وقلت: إذن يمد أبوحنيفة رجله ويستعد #للبقاء إلى أجل غير مسمى.
ساد الانتظار، ومازال الإضراب المزعوم ساري المفعول مع #البيض والعصير والشرطي #الأبوتليميتي الكريم طبعا والواهب على حين غفلة من المراقبين.

إلى الحلقة العاشرة بحول الله.
محمد عبد الرحمن المامون.
بتاريخ: 23\07\2025